Kalb-Baladi

Tuesday, December 20, 2011

كيم جونج إيل والإسلاميون والمجلس العسكري

عام 2011 كان عاما أسود على أدمغة الطغاة حول العالم. فلم يحدث في تاريخ البشرية أن تعرض هذا العدد الكبير من الحكام الدكتاتوريين للفشخ على هذا النحو المبهج في سنة واحدة

وقد غادر عالمنا أمس طاغوت كوريا الشمالية المغفور له كيم جونج إيل رضي الله عنه بعد أن جوع شعبه وقتل منه الملايين بينما استمتع هو بملذاته

هل تعلمون كيف خدع كيم 20 مليون كوري شمالي منذ أن ورث الحكم عن والده؟ كان يقول لهم إن شعب كوريا الشمالية من أنقى الأعراق على وجه الأرض. فهم لم يختلطوا بأي عرق آخر على مدى ستة آلاف عام

وأوهمهم أن هذا النقاء العرقي يجعلهم أسمى شعوب الأرض أخلاقيا وهذه طبعا ميزة عظيمة يحسدهم عليها العالم كله

ثم قال لهم محذراً: لكن السمو الأخلاقي الذي تتمتعون به يجعلكم عرضة لأطماع ومؤامرات الحاقدين والأشرار ولذلك أنتم بحاجة لي كي أحميكم من مخاطر هذا العالم الشرير. أنا أبوكم. أطيعوني وسوف تسلموا ولن تندموا

هكذا إذا يخدع الدكتاتوريون شعوبهم. فما أشبه خطاب كيم جونج إيل بخطاب أعضاء المجلس العسكري حينما يبدأون حديثهم بتملق "شعب مصر العظيم" ثم يحذرون من المؤامرات الخارجية والأيادي الخفية والأخطار الوشيكة ليبرروا بعد ذلك استئثارهم بالسلطة دون حسيب أو رقيب بأنهم يؤدون واجبهم التاريخي نحو حماية مصر وصون استقرارها وعجلة انتاجها

نفس الحيلة يحاول دعاة الإسلام السياسي أن يخدعونا بها. فمشكلة مصر حسب كلامهم ليست غياب الحريات و كبت الديمقراطية. المشكله هي أننا لا نطبق شرع الله لأننا فاسقون وفاجرون وكفرة ولأن نساءنا ناقصات عقل ودين. وبوصفهم مبعوثي العناية الإلهية فإنهم سيطبقون الشريعة لتتلاشى بعد ذلك كل مشاكلنا. وكل المطلوب منا ببساطة هو أن نبايع الأمير وأن نطيعه ونلتزم بفتاويه وأوامره وألا نخرج أبدا على حكمه وحكم أولاده من بعده

مش حيحصل. وكما قال أحمد فؤاد نجم: اللي حايحاول يسرق الثورة حنطلع دين أمه

Labels: , , , , ,

1 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]



<< Home